
محمد البالغ من العمر 60 عاما يعمل بائعا متجولا لمواد مختلفة ، يقضي جل يومه متنقلا بين السيارات التي تقل المسافرين بين المدن الداخلية ، يعرض بضاعته التي يحملها في كيس صغير على عاتقه.
و بعد يوم شاق من التجول بين السيارات وعرض بضاعته على المسافرين والمارة بالكاد يحصل على عائد يعيل أسرته المكونة من زوجته وثلاثة أطفال .
محمد قدم إلى العاصمة انواكشوط إثر الجفاف الذي ضرب البلاد سبعينات القرن الماضي بعد ما أتي الجفاف على على ما تبقى له من مواشي ، يقول : وبما أني لا أملك رأس مال جعلت آخذ البضاعة من بعض التجار بهامش ربح بسيط
أبيعها أعيد ثمنها وآخذ غيرها وهكذا دواليك حتى دأبت على مثل هذا العمل .
و لكن مع بداية تطبيق الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة الموريتانية للحد من انتشار كوفيد 19
والتي من ضمنها توقف النقل بين المدن تأثر نشاطي التجاري بشكل تا م وأصبحت عاطلا عن العمل .
محمد ليس وحده الذي تضرر بفعل الإجراءات الاحترازية للحد من تأثيرات كوفيد 19 على المواطنين ، فكمب البالغة من العمر 43 عاما صاحبة المطعم المجاور لمرآب سيارات النقل و التى تعود محمد أن يأخذ أستراحة قيلولة في مطعمها المعروف عند السائقين بجودة ما يقدم من أطعمة ومشروبات ، باتت هي الأخرى عاطلة عن العمل بشكل كلي بعد أن كانت تشكل مصدر دخل لثلاثة عمال كانوا يعملون لديها بالمطعم الذي توقف نشاطه بسبب الإجراءات الاحترازية التى من ضمنها إغلاق المطاعم والتجمعات العامة .
تقول كمب : إن وقع الإجراءات الاحترازية كان صعبا على حيث توقف عملي ومصدر دخلي الوحيد
الذي كنت أعيل منه أسرتي ، و كنت أشغل معي بشكل دائم ثلاثة عمال ،
تضرروا هم أيضا بسبب فقدانهم لعملهم.
أمثال محمد وكمب كثر من أصحاب المهن والأعمال الصغيرة الذين باتوا تحت رحمة فيروس كوفيد 19
الذي اجتاح العالم وألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي ، الذي سيحتاج لسنوات حتى يتعافى من تأثيرات هذه الجائحة التي طالت مختلف مناحي الحياة.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.