يبدو أن جلالة الملك،محمد السادس،لم يقرأ هذا الكلام الذي قالة والده،جلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله،حيث قال:”الصداقة شيء ضروري ،فالإنسان الذي لا صديق له ليس إنسانا ـ شخصيا أفضل أن أكون ضجية لصداقة،بدل ان أغتال صداقة ـ افضل ان يقال إنني تعرضت للخيانة ، بدل أن يقال إنني خنت صداقة”…
لو كان جلالة ، الملك محمد السادس،قرأ هذا الجزء من تركة والده جلالة الملك ، الحسن الثاني،لما قال إنه سينظر في علاقاته مع الأصدقاء من خلال نظارة موقف هؤلاء الأصدقاء من مغاربية الصحراء،لأنه بذادلك سيكون،عكس مقالة والده…لقد اختار “ان يغتال صداقة”,بدل اختيار “ان يكون ضحية لصداقة”.…
إن أكبر خطئ في السياسية،هو محاولة انتزاع المواقف،لأن المواقف المنتزعة لا تصمد،بل غالبا ما تتحول إلى ضدها،وقد تنتهي بضغينة تتوارثها الأجيال.
كان من الحكمة أن يبدي جلالة الملك شيئا من الإمتنان والتقدير،لمواقف الجياد الإيجابي في نزاع الصحراء،التي تبنتها بعض دول المنطقة،لكي تظل على مسافة تمكنها من البحث عن حل دائم لنزاع الأشقاء هذا،بغض النظر عن طبيعة ذلك الحل،إذ الأهم فيه أن يعيد الأخوة والمحبة بين الأشقاء.
لم ترتكب تونس خطيئة بإستقبالها لممثل الشعب الصحراوي،لأنها فعلت ذلك احتراما للقانون الدولي،ولقرارات مجلس الأمن،الذي لا يعتبر الصحراء مغربية،بدليل أن للجمهورية العربية الصحراوية مكتب في نيويورك،لدى الامم المتحدة،و مكتب في بروكسل لدى الاتحاد الاوروروبي،ومكتب في جنيف ومكتب دائم في الاتحاد الإفريقي.
من باب الإنصاف،هل سأل جلالة الملك نفسه،تحت أي حجة يمكن للجمهورية التونسية رفض استقبال ممثل الجمهورية العربية الصحراوية،للمشاركة في قمة منظمة هي عضو فيها.
بخلاف والده جلالة الملك الحسن الثاني رحمه،فقد اختار جلالة الملك محمد السادس اغتيال صداقة بدل أن يكون ضحية لها