اليوم ينقضي قرن على تغريبة شيخنا الشيخ حماه الله إلى المذرذة ..و لقد كان لهذه التغريبة أثرها فى ظهور هذا الشيخ الجليل فرب محنة تعود منحة ولو بعد حين ..
قبل عشر من السنين تقريبا ، ونحن فى مجلس من مجالس العلم والادب عند شيخنا العلامة حمدا ولد التاه حفظه الله ، حدثنا الفاضل يحيى ولد امخيطرات أن أباه حدثه أن شيخنا الشيخ حماه الله خلال سجنه فى المذرذرة كانت إقامته تحت شجرة يستظل بها فى النهار وينام تحتها فى الليل ولا يسمح بزيارته الا عن بعد إذن من الحاكم الفرنسي الذى تقابل تلك الشجرة قصره ..
قال و كنت أحب الشيخ وأقدم المذرذة فى بعض الأوقات متخفيا و أقدم للشيخ بعض هدايا قديد الوحش وغير ذلك ..
قال ثم إن أحد القوم وشى بي للحاكم الفرنسي وكانت علاقته بي جيدة فاستدعاني وقال لي : أنت صديق لفرنسا و ذكر لي أنك تزور هذا الرجل الذى هو عدو لفرنسا ونحن نمنع ذلك فلماذا تفعل ذلك؟
قال فقلت له السيد الحاكم هل تقابلت معه لتعرف منه ؟
قال لا وجدته فى هذه الحال قبلي ولم أغير الحال عما كانت عليه عند سلفي ..
قال قلت هل يمكن أن تستدعيه وتكلمه فتعرف منه مشكلته ؟
قال طيب نفعل ذلك ..
ثم إن الحاكم الفرنسي استدعى الشيخ وكان بجانب الحاكم زوجته وجمع من الناس وفور وقوف الشيخ بالباب صاحت زوجة الحاكم : ها هو ها هو ..
فبهت الحاكم وسكت عن الكلام ..
ثم قال إن هذه السيدة تريد عندك مهمة قال فأخذ الشيخ حماه الله تسبحته وقال لها اجعليها فى رقبتك ..
كان الحاكم وامرأته قد مضى على زواجهما زمان طويل ولم يجدا الذرية وكانت امراة الحاكم قد رأت قبل فترة رؤيا أن شيخا اعطاها شيئا تجعله فى رقبتها لتنجب ..
كان الامر كما هو أنجبت المرأة وتغيرت حال الشيخ من سجين إلى شيخ مكرم تدين له المؤمنون والكفار ..
نفعنا الله ببركة شيخنا الشيخ حماه الله ..
تذكرت هذه القصة بمناسبة مئوية مقدم الشيخ للمذرذة .

سيلبابي ٣١يوليو 2023
الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام