لا يحتاج المثقف إلى كبير عناء لإدراك أن العشرية الأخيرة كانت كارثة على البلد، ليس من الناحية الاقتصادية التي استنزفت خيرات البلد في سوء تسيير منقطع النظير طبعه الإثراء السريع والفاحش للمتنفذين، والانتشار الواسع للمشاريع الفاشلة، والتراكم المخيف للديون الخارجية، فحسب، بل وأيضا من الناحية السياسية التي حاصرت فيها هذه العشرية التي أمسك الرئيس محمد ولد عبد العزيز بكل مفاصلها الأحزاب السياسية ورجالها الذين رفضوا الاستسلام لترغيب أو ترهيب السلطة، حتى أصبحت ممارسة المعارضة السياسية في هذا البلد عبئا ثقيلا على الفرد وأسرته ومحيطه الاجتماعي، بسبب وجوده في وضعية يلقى نفسه فيها محروما من الوظائف والام