من أجل فهم تدني مستوى النجاح في الباكلوريا(تدوينة)

سبت, 21/08/2021 - 09:23

من أجل فهم النسب المتدنية للنجاح في الباكلوريا
١-في سنة 1999أقر نظام تعليمي،يفرض اعتماد الفرنسية لغة لتدريس كافة المواد العلمية،دون وجود معلمين وأساتذة لمادة اللغة الفرنسية في محيط عائلي لا صلة له باللغة الفرنسية،الأمر الذي يضع التلميذ،من التعليم الأساسي أمام عائقين مزدوجين:فهم اللغة الحاملة للمادة المدرسة،بالإضافة إلى استيعاب المحتوى العلمي،ولن يجد التلميذ معينا من داخل أسرته لحل هذا الإشكال.
٢-كان من النتائج المباشرة للاجراء السابق أن تحول المعلمون والأساتذة المتميزون الذي درسوا باللغة العربية إلى البطالة المقنعة.
٣-تراجع مستوى الاهتمام بالمدرسة العمومية التي وجدت نفسها تئن تحت وطأة ضغط ومنافسة المدارس الخصوصية،فالمدرس المتميز على ندرته داخل القطاع العمومي بدأ يخصص النزر القليل من وقته للمدرسة العمومية،في حين يستثمر بقيةجهده وطاقاته الإبداعية داخل التعليم الخصوصي بحثا عن الحد الأدنى للعيش المستور.
٤-نتيجة لما سبق تبقى نسبة 90% من أبناء الأسر الفقيرة في التعليم العمومي، خارج دائرة المنافسة لكون ذويها لا يستطيعون تحمل تكاليف الدراسة داخل المدارس الخصوصية.
٥-بالنسبة ل 10% من أبناء الأسر الغنية والمتوسطة التي تضطر لتحمل تدريس أبنائها لدى بعض الأساتذة المتميزين الذين يعدون على أصابع اليد ، وهنا تبدأ سلاسل المعاناة لهذه الفئة القليلة من التلاميذ،وهم يواجهون امتحان الباكلوريا داخل المدارس الخصوصية،فمستوى الاكتظاظ داخل اقسامها لا يسمح لهم بالتنفس أحرى استيعاب مادة مقدمة بطريقة جد تقليدية:لا مخابر ولا تجارب معملية،درس يقدم عن طريق المزج بين مصطلحات بالفرنسية وبقية عناصر الربط بين أجزاء الدرس تقدم بإحدى اللهجات المحلية لخلق انطباع زائف لدى التلميذ بإمكانية الفهم ،يضاف إلى تلك المعاناة أن الأسرة والمحيط يشددون الضغط المعنوي على التلميذ فقط في سنة اجتياز الباكالوريا، أما ما قبلها من سنوات التعايش مع منظومة التعليم المختلة،فليس مجالا للانتباه والاهتمام من طرف الأسر،مع كل ما سبق فاغراء متابعة وسائط التواصل في الهواتف لا يترك للتلميذ وقتا للراحة أو للمراجعة،فتراه صباحا يستيقظ متثاقلا،ويبقى جل وقته متثائبا داخل الفصل،فأني لهذا الابن الضحية أن يستوعب مادة علمية تدرس بنفس طريقة التكرار والتحفيظ التقليدية،بينما يشاهد زملاؤه عبر العالم معطيات المادة العلمية بشكل يومي داخل المخابر والمعامل من مرحلة التعليم الأساسي،فلا تلوموا أبناءكم بل لوموا أنفسكم لضعف الاهتمام بما يعانيه التعليم في بلدنا.
ملاحظة اقتصرت هذه التدوينة على بعض مشكلات تدريس المواد العلمية،أما المواد الأدبية سأخصص لها تدوينة لاحقة بحول الله وقوته.
المفتش محمد سالم بمب.

القسم: