نوق الشط.. وليس نواكشوط *

أربعاء, 04/01/2023 - 21:41

يناقش بعض الإخوة في الفيسبوك هذه الأيام نازلة لفظية جديدة بمناسبة اختيار انواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، تتعلق بكيفية الكتابة الصحيحة لاسمها، فهنالك من يكتبها نواكشوط، بدون ألف في بداية الاسم، وهنالك من يعترض على ذلك الرسم مؤكداً ضرورة تثبيت الألف بدءاً لأن العرب لا تبدأ بساكن.. والغريب أن كلا الفريقين يسلّم أصلاً بأن الكلمة أمازيغية، وبالتالي فلم تبنَ أصلاً على أساس قواعد اللسان العربي، ولا على سجية العرب في "الطوبونيميا"، وسليقتهم في الكلام.

وفي هذا المقام عندي ما أقوله لكلا الفريقين، وأرجو أن ينفتح المجال فيه للمقال.. حيث أرى ضرورة تغيير اسم العاصمة من الأساس، عن كلمة "نواكشوط" التي لا يفهم معناها أحد في الداخل ولا في الخارج، وهي تعبير أمازيغي قديم.. واللسان الأمازيغي لم يعد أحد يتحدث به في بلادنا..

والرأي عندي أن نسميها "نوق الشط" لأن النوق والإبل عندنا تخوض بأقدامها في مياه المحيط، وترعى على شطه. وهذا اسم عربي لا خلاف على تهجيته واشتقاقه. أو نسميها "رباط البحر" أو "رباط السلام".. أو ما شابه من أسماء.

لقد غيّرنا خلال السنوات الماضية، علمنا ونشيدنا الوطني، ولذلك فلا مشكلة في تغيير اسم عاصمتنا أيضاً، وخاصة أنها مدينة حديثة النشأة، وليست مدينة تاريخية ذات اسم راسخ في الذاكرة الجغرافية والمخيال الجمعي والأدب التاريخي.. بل إن عندنا في شرق موريتانيا بعض كبار السن من البدو ممن قد لا يستطيعون أحياناً نطق هذا الاسم الغريب: نواكشوط، فينطقونها أوناكشوط.. أو حتى آسكوط. وبعض إخوتنا من غير الموريتانيين قد يختلط عليهم هم أيضاً اسم نواكشوط مع واشنطون! كما يختلط اسم موريتانيا على آخرين مع اسم بريطانيا! يا جماعة يسروا على الناس الأسماء ولا تعسّروا.. فالعالم عنده انشغالات وليس عنده كل ذلك الوقت للتدرب لساعات على نطق الأسماء العكلية الصعبة.

* من صفحة الحسن المختار على موقع الفيسبوك

القسم: