أسدل الستار الليلة البارحة على مهرجان كوبني و هي مناسبة لأن أتوجه بجزيل الشكر و عظيم الامتنان للقائمين على المهرجان و لكل من ساهم في انطلاق هذه النسخة الأولى.
مهرجان كوبني الثقافي ورغم المكنونات الثقافية والمواهب الفريدة في شتي الفنون التي كشف عنها وفي مجالات عدة كالقرآن الكريم ، والسيرة النبوية ، المسرح والرسم إلخ .... إلا أنه أيضا كشف حجم الإهمال الكبير و التجاهل الذي وجه به المهرجان من الجهات الوصية، حيث لم تحظى كوبني بعُشر ما يمنح من دعم ورعاية لمهرجانات أخواتها من مقاطعات الوطن التي شهدت أخيرا تنظيم مهرجانات ثقافية، حيث حظيت تلك المقاطعات بدعم من وزارة الثقافة ورعاية سخية من شركات وبنوك ومؤسسات عمومية وخصوصية، فيما كان حظ مهرجان كوبني التجاهل..
مقاطعة كوبني وجدت نفسها وحيدة تصارع من أجل إحياء ثقافتها ونفض الغبار عن تراثها وتسليط الضوء على مقدراتها الثقافية والاقتصادية.
إن الموقع الجغرافي لكوبني (بوابة الشرق) على القارة السمراء، و ما تمتلكه من مقدرات تنموية و تتمتع به من تنوع ثقافي واجتماعي.
كلها أمور تجعلها جديرة بالدعم والاهتمام من الجهات الثقافية الوصية، للمحافظة أولا على هذا الموروث الثقافي، و وتحفيز الشباب والأندية ومنظمات المجتمع المدني على العمل خدمة للثقافة و تأطيرا للشباب لتحصينه من كل الأفكار الهدامة خاصة أن المقاطعة تقع خط حدودي ساخن تنشط فيه جماعات الإرهاب و عصابات التهريب.
رغم كل المآخذ السابقة وغيرها، إلا أن المهرجان تم في جو من الانسجام والتعاطي الإيجابي مع كل ما يخدم مصلحة المقاطعة ويساهم في نفض الغبار عن الكنوز الثقافية لمقاطعة كوبني.
رغم المطبات الكبيرة والتجاذب السياسي المحلي والذي ألقى بظلاله على شتى مجالات الحياة اليومية للمواطن إلا أن مهرجان كوبني يبقى بذرة طيبة أشرف على غرسها شباب من أبناء كوبني حركتهم الغيرة على مقاطعتهم و ضحوا بوقتهم وجهدهم لنفض الغبار عن مكنونها الثراثي وتسليط الضوء على تنوعها الاجتماعي والثقافي.
يبقى فقط دورنا كنخبة وكساسة في تعهد تلك البذرة وسقايتها و أن نتسامى عن خلافاتنا الداخلية حتى نرى تلك البذرة شجرة تثمر في المستقبل مهرجانا كبيرا يستقطب كل القامات الثقافية و السياسية المح لية والجهوية والوطنية، لنكتشف جميعا ما تمتلكه مقاطعة كوبني من كنوز تراثية وتنوع ثقافي، و لنعمل بيد واحدة على تنمية مقاطعتنا و جعلها في مقدمة ركب مقاطعات الوطن نموا وازدهارا.
