أعتقد أن الفساد في هذه البلاد عقلية و سجية أتصف بها سكان هذه الربوع و امتهونوها خلال عقود من الزمن و رسخوها في أذهان أبنائهم و مرؤوسيهم و جيرانهم و من إحتك بهم حتى أصبح الفساد عقلية و اصبح المفسد و سارق المال العام بطل قومي تنشد له القصائد و يمدح بشتى صنوف المدح و تشجعه الثقافة المحلية على فساده حتى بالأمثال الشعبية حيث نقول محليا (اللي تول شي ظاكو) و عندما يتولى مثلا شخصان مناصب ساميه فيصبح أحدهم من الأثرياء بينما يكون الآخر دونه درجه لأنه قلما تجد شخصا سلمت يداه من المال العام نقول إن الأول أفكراش الأنه بنى نفسه و أهله بينما الآخر منيفيش ما أزً شي لراصو.