
اعرب السناتور السابق لمقاطعة تجكجة، والأمين العام لمنظمة الشفافية الشاملة، المصطفى سيدات، عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ"الانحدار الخطير" الذي يشهده المشهد السياسي في البلاد، مؤكداً أنه بات محصوراً بين الابتذال والتطرف، والإحباط والاستقالة من الشأن العام.
وقال سيدات في بيان صادر أمس، إن العمل السياسي تحوّل إلى ميدان للمتاجرة، وأداة للترهيب الفكري والتخويف وتكميم الأصوات، وسط تفشي ظواهر الترحال السياسي والانتهازية والنفاق، مما أدى إلى اختفاء الطموحات الوطنية الكبرى، التي كانت تنشد بناء دولة ديمقراطية موحدة، تسود فيها قيم العدالة والحرية والمساواة والتوزيع العادل للثروات.
وأضاف أن البديل المؤسف لتلك الطموحات كان بروز خطاب الكراهية والانقسامات الفئوية والعرقية، والتشرذم السياسي والاجتماعي، وانتشار الغش والتزوير والرذيلة، ما أسهم في ابتعاد المجتمع عن تعاليمه الدينية وأخلاقه وتقاليده الراسخة.
وأشار سيدات إلى أن "هذا الانحطاط الشامل" يدفع البلاد نحو المجهول، ما لم يتم تدارك الوضع سريعاً من خلال إطلاق حوار وطني شامل وجاد، يضم جميع القوى الفاعلة من أحزاب ومسؤولين حكوميين ووجهاء وفاعلين مدنيين، بهدف رسم خارطة طريق جامعة، تعالج أزمات الحاضر وتستجيب لطموحات المستقبل.
ودعا إلى أن يكون هذا الحوار عقلانياً ومسؤولاً، بعيداً عن المزايدات والتجاذبات، قائماً على المصلحة الوطنية وحدها، مع الالتزام الجاد بتنفيذ مخرجاته في أقرب الآجال.
وختم المصطفى سيدات بالقول: "لقد آن الأوان لتدارك ما يمكن تداركه... فالوطن في خطر، ولا مجال للتأجيل"